ضرورة توافق التعليم في السودان مع متطلبات العصر – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
ضرورة توافق التعليم في السودان مع متطلبات العصر
التعليم: استثمار في المستقبل أم عبء على الحاضر؟
يحتفل العالم في 24 يناير من كل عام باليوم الدولي للتعليم، مؤكدًا على دوره المحوري في بناء الأمم وتطوير المجتمعات. وفي السودان، يأتي هذا اليوم ليثير تساؤلات حول مدى مواكبة نظامنا التعليمي لمتطلبات العصر، وهل هو قادر على تزويد الأجيال القادمة بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل؟
يشكو نظام التعليم في السودان من العديد من التحديات، أبرزها الافتقار إلى التحديث، فلا تزال المناهج الدراسية تعتمد على الحفظ والتلقين، ولا تولي اهتمامًا كافيًا للتفكير النقدي والإبداع والعمل الجماعي، ونقص الموارد فتعاني المدارس من نقص الكتب والمختبرات والمعامل، مما يحد من فرص التعلم الفعّال، بجانب تدني مستوى المعلمين، فيعاني قطاع التعليم من نقص في المعلمين المؤهلين، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم، وعدم المساواة فلا يتساوى الجميع في الحصول على فرص تعليمية جيدة، للأطفال في المناطق الريفية والنازحون يعانون من نقص المرافق التعليمية.
عند مقارنة نظام التعليم في السودان بأنظمة تعليمية ناجحة في دول أخرى، نلاحظ فارقًا كبيرًا في العديد من الجوانب. ففي هذه الدول، يتم التركيز على تجهيز الطلاب بالمهارات اللازمة لسوق العمل، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات والعمل الجماعي، ويتم استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، مما يجعل التعلم أكثر جاذبية وفاعلية، بجانب تشجيع الشراكة بين القطاع العام والخاص لتطوير التعليم، وضرورة تقييم أداء الطلاب والمعلمين باستمرار لتحسين جودة التعليم.
لا يمكن للدولة وحدها أن تقوم بتحسين نظام التعليم، بل يجب أن يكون هناك دور فعال للمجتمع المدني والقطاع الخاص. يمكن للمجتمع المدني أن يساهم في توعية المجتمع بأهمية التعليم من خلال حملات التوعية والتثقيف، ودعم المدارس من خلال تقديم التبرعات والمواد التعليمية، وتطوير المناهج الدراسية من خلال إشراك الخبراء والمختصين في تطوير المناهج.
أما القطاع الخاص فيمكن أن يساهم في إنشاء مزيد من المدارس الخاصة لتوفير خيارات تعليمية أفضل، وتقديم المنح الدراسية لدعم الطلاب الموهوبين والمتفوقين، مع تدريب المعلمين لتطوير قدراتهم ومهاراتهم.
المطلوب من صناع القرار إصلاح وتحديث المناهج الدراسية لتواكب متطلبات العصر، مع التركيز على المهارات والتفكير النقدي، وتطوير البنية التحتية للمدارس، فيجب توفير الموارد اللازمة لتطوير المدارس، بما في ذلك الكتب والمختبرات والمعامل، ويجب الاستثمار في تدريب المعلمين وتطوير قدراتهم، مع تشجيع الشراكة بين القطاع العام والخاص لتطوير التعليم، مع توفير فرص التعليم للجميع، فيجب العمل على توفير فرص تعليمية متساوية للجميع، بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو مكان إقامتهم.
إن التعليم هو استثمار في المستقبل، وهو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة. يجب على الجميع العمل معًا لتحسين نظام التعليم في السودان، وتزويد الأجيال القادمة بالمهارات والمعارف التي تمكنهم من بناء مستقبل أفضل.