شخصيات
أخر الأخبار

وينستون تشرشل (Winston Churchill) .. من هو ؟ وما علاقته بأم درمان وحرب النهر؟

وينستون تشرشل (Winston Churchill)

(1874 – 1965)

الميلاد والنشأة:
ولد وينستون تشرشل في 30 نوفمبر 1874 في قصر بلينهيم، أوكسفوردشاير، إنجلترا، لعائلة أرستقراطية. كان والده اللورد راندولف تشرشل سياسياً بارزاً، ووالدته جيني جيروم أمريكية الأصل. تلقى تشرشل تعليمه في مدرسة هارو المرموقة ثم التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست.


الحياة العسكرية:
بدأ تشرشل حياته كضابط في الجيش البريطاني وشارك في عدة حملات عسكرية، منها:

  1. حملة السودان (1898): حيث خدم كضابط شاب وكتب عن تجربته في كتاب “The River War”.
  2. حرب البوير (1899-1902): أثناء وجوده كصحفي في جنوب أفريقيا، تعرض للأسر من قبل القوات البويرية لكنه تمكن من الهروب، ما أكسبه شهرة واسعة.

الحياة السياسية:
دخل تشرشل البرلمان البريطاني في عام 1900 ممثلاً عن حزب المحافظين، لكنه لاحقاً انضم إلى حزب الأحرار (1904) ثم عاد إلى المحافظين في الثلاثينيات. تميزت حياته السياسية بالعديد من التحولات:

  1. وزير البحرية (1911-1915): قاد تحديث البحرية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى.
  2. رئيس الوزراء (1940-1945 و1951-1955): قاد بريطانيا في أحلك أيامها خلال الحرب العالمية الثانية، حيث اشتهر بخطبه الملهمة وتصميمه على مقاومة النازية.

الحرب العالمية الثانية:
عُرف تشرشل بقيادته الحازمة والشجاعة لبريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية. ألقى خطباً تاريخية مثل:

  • “سنقاتل على الشواطئ”
  • “ليس لدي ما أقدمه سوى الدم والكدح والدموع والعرق”

تمكن من توحيد الشعب البريطاني وتحفيزهم على المقاومة، حتى في أصعب الظروف، وأصبح رمزاً للصمود ضد هتلر وألمانيا النازية.


أهم إنجازاته:

  • الفوز بالحرب العالمية الثانية كجزء من الحلفاء.
  • وضع الأساس لحلف الناتو خلال فترة ما بعد الحرب.
  • تأليف كتب ومذكرات حصل من خلالها على جائزة نوبل في الأدب عام 1953.

الوفاة والإرث:
توفي تشرشل في 24 يناير 1965 عن عمر ناهز 90 عاماً. أقيمت له جنازة رسمية حضرها قادة العالم، ولا يزال يُعتبر واحداً من أعظم القادة في التاريخ الحديث.

 

تفاصيل اكثر:

 

قصة الحُكم الثنائي البريطاني-المصري في السودان

 

ألف ونستون تشرشل كتاب “حرب النهر” عن فترة خدمته في السودان تحت قيادة اللورد هوراشيو هربرت كتشنر خلال الثورة المهدية. في هذا الكتاب، وصف تشرشل تطورات الحملة العسكرية البريطانية وكيف تمكنت من هزيمة الثورة المهدية في السودان. كان تشرشل مهتمًا بالسياسة منذ صغره، وكان يتابع الأخبار السياسية بشغف رغم افتقاره إلى التعليم الجامعي، فقرأ الكثير من الكتب ودرس المناقشات البرلمانية القديمة وأبدى آرائه الخيالية.

 

في 11 أكتوبر/تشرين الأول 1899، أعلنت جمهوريات البوير في جنوب أفريقيا الحرب ضد بريطانيا، فسافر تشرشل إلى هناك كمراسل حربي. في 15 نوفمبر من نفس العام، كان في قطار مصفح في ناتال عندما تعرض لكمين من القوات البويرية، وتم أسره وسجنه في بريتوريا. ولكن في 12 ديسمبر 1899، استغل تشرشل فرصة للهروب، وتسلق جدار السجن في الليل، قفز إلى قطار عابر واختبأ بين الأكياس ليصل إلى ديربان، ليصبح بطلًا في بريطانيا من خلال قصصه التي نشرها عن الحرب.

 

التحول إلى السياسة

 

بفضل شهرة تشرشل الجديدة، قرر التوجه نحو السياسة، وفي انتخابات 1900 أصبح نائبًا عن أولدهام. ألقي تشرشل أول خطاب له في البرلمان عام 1901 رغم معاناته من اللثغة. تميز تشرشل بتحضير دؤوب واستخدام ملاحظات مفصلة أثناء حديثه، وكان لا يخشى الاختلاف مع رؤساء حزبه، بل قام بتشكيل مجموعة من نواب حزب المحافظين الشباب الذين عُرفوا بـ”المشاغبين”، وكرسوا جهودهم لمضايقة قادة الحزب.

 

في مايو 1903، اختلف تشرشل مع معظم أعضاء حزب المحافظين بسبب معارضته للإصلاحات الاقتصادية المقترحة. فترك الحزب والتحق بالحزب الليبرالي، ليبشر بحرية التجارة، ويهاجم بقوة الحزب المحافظ الذي اعتبر أنه تخلّى عن مبادئه. بفضل هذه الخطوة، أصبح في 1908 أصغر وزير في الحكومة منذ عام 1866، وقاد الإصلاحات الاجتماعية بالتعاون مع ديفيد لويد جورج التي أسست دولة الرفاهية البريطانية.

 

في 1904، التقى تشرشل لأول مرة بكليمنتين هوزييه، التي دخلت للتو عالم المجتمع في لندن. رغم أنه كان مرتبطًا في ذلك الوقت بشخص آخر، إلا أن العلاقة تطورت مع مرور الوقت. في 1908، وبعد أن تقدم لخطبة ثلاث نساء ورفضهن، تغير حظه ووافقت كليمنتين على الزواج به في نهاية نفس العام، ليتزوجا في 12 سبتمبر 1908، وينجبا خمسة أطفال.

 

التطور السياسي والوظائف الحكومية

 

بحلول عام 1911، أصبح تشرشل وزيرًا للبحرية، حيث أشرف على تسارع سباق التسلح البحري مع ألمانيا. وفي عام 1914، اندلعت الحرب العالمية الأولى بعد اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند. مع اقتراب الحرب، كان تشرشل يضغط بشدة على بريطانيا للانخراط في الحرب ضد ألمانيا، بينما كان بعض السياسيين البريطانيين مترددين.

 

في 4 أغسطس 1914، غزت ألمانيا بلجيكا وبدأت بريطانيا في الحرب. مع تزايد الإخفاقات البحرية البريطانية في الأشهر الأولى من الحرب، واجه تشرشل انتقادات لاذعة، خاصة بعد الخسائر البحرية الكبيرة في بحر الشمال في سبتمبر من نفس العام. لكن التحدي الأكبر جاء في حملة غاليبولي، حيث كان تشرشل قد خطط لهجوم عبر مضيق الدردنيل لتحفيز تركيا، حليفة ألمانيا، على الخروج من الحرب. لكن الحملة فشلت فشلًا ذريعًا في أبريل 1915، مما دفعه للاستقالة من منصبه.

 

العودة إلى الساحة السياسية

 

بحلول نهاية الحرب العالمية الأولى، عاد تشرشل إلى منصبه الحكومي، لكنه ظل يواجه تحديات بسبب فشله في غاليبولي. في انتخابات 1924، انضم تشرشل مجددًا إلى حزب المحافظين، وفاز بمقعد في البرلمان، ليُعرض عليه منصب وزير الخزانة. في هذا المنصب، قرر إعادة العمل بمعيار الذهب، وهو النظام الذي كان يربط قيمة الجنيه الاسترليني بكمية من الذهب. إلا أن هذه الخطوة أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية البريطانية وأثرت بشكل كبير على الصناعة والتصدير.

 

في عام 1926، نشب نزاع عمالي في صناعة المناجم أدى إلى إضراب عام، وفي انتخابات 1929، فاز حزب العمال بقيادة كليمنت أتلي. ومع تزايد الخلافات داخل الحزب الليبرالي، أصبح تشرشل مهمشًا سياسيًا وبدأت آراءه حول قضايا مثل الاستقلال الهندي والصعود النازي في ألمانيا تزيد من عزله.

 

الحرب العالمية الثانية

 

في عام 1939، غزا هتلر بولندا مما أدى إلى إعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا. في هذه الفترة، تم استدعاء تشرشل من منفاه السياسي ليعود مرة أخرى وزيرًا للبحرية. ومع تقدم الحرب وتزايد ضغوط ألمانيا، أصبح رئيس الوزراء الأوحد المقبول، خاصة بعد استقالة رئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين في مايو 1940.

 

في بداية حربه كرئيس للوزراء، رفض تشرشل التفاوض مع هتلر رغم الخسائر الكبيرة. شهدت بريطانيا محاصرة قوات الحلفاء في فرنسا، ولكن مع رفض تشرشل لاستسلام بريطانيا، تم إنقاذ مئات الآلاف من الجنود في عملية إخلاء دونكيرك.

 

في 6 يونيو 1944، شارك الحلفاء في أكبر غزو بحري في التاريخ ضد قوات النازيين في فرنسا المحتلة. مع تقدم الحلفاء في الأراضي الفرنسية، أعلنت ألمانيا استسلامها في 7 مايو 1945، وحقق الحلفاء نصرًا حاسمًا بفضل قيادة تشرشل.

 

ما بعد الحرب

 

في الانتخابات العامة عام 1945، فاز حزب العمال بقيادة كليمنت أتلي، الذي أصبح رئيسًا للوزراء، مما دفع بتشرشل إلى التراجع سياسيًا. في 1951، قاد تشرشل حزب المحافظين للانتصار في الانتخابات مرة أخرى، رغم حالته الصحية المتدهورة بعد إصابته بسكتة دماغية.

 

في 1954، دعم تشرشل برنامج الأسلحة النووية البريطاني، وفي 1955 ألقى خطابه الأخير في مجلس العموم بشأن التدمير النووي. مع تدهور صحته، قرر التقاعد رسميًا في 1955، ولكن ظل نائبًا حتى 1964.

 

الوفاة والميراث

 

في 24 يناير 1965، توفي تشرشل عن عمر يناهز 90 عامًا. حضرت الأسرة المالكة البريطانية والمئات من الشخصيات العامة جنازته في كاتدرائية القديس بول في لندن. تم دفنه في قصر بلينهايم بالقرب من مكان ولادته، حيث قدّم تشرشل للبريطانيين والعالم العديد من الإنجازات السياس

ية والعسكرية التي شكلت تاريخ القرن العشرين.

 

في فترة تشرشل المبكرة كضابط في الجيش البريطاني، كان قد خدم في السودان أثناء فترة الحكم الثنائي البريطاني-المصري. في تلك الفترة، كان السودان يشهد الثورة المهدية (1881-1899) ضد الحكم البريطاني والمصري. تشرشل كان جزءًا من القوات البريطانية التي شاركت في القضاء على هذه الثورة.

 

تشرشل، الذي كان ضابطًا في القوات البريطانية، خدم تحت قيادة اللورد هوراشيو هربرت كتشنر في الحملة العسكرية ضد الثورة المهدية. في هذا السياق، شارك تشرشل في المعركة الشهيرة في “أم درمان” عام 1898، والتي كانت جزءًا من الحملة الكبرى لإخماد الثورة المهدية. هذه المعركة انتهت بهزيمة كبيرة للمجاهدين المهدويين ونتج عنها السيطرة البريطانية على السودان.

 

بجانب خدمته العسكرية، كتب تشرشل أيضًا عن تجربته في السودان في كتابه “حرب النهر” الذي وصف فيه الأحداث التي شهدها أثناء تلك الحملة العسكرية ضد الثورة المهدية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام