اهمية تكوين ادارات الانذر المبكر في السودان بعد استهداف السدود ومحولات الكهرباء ✍️ البروفسيور : فكري كباشي الأمين العربي
اهمية تكوين ادارات الانذر المبكر في السودان بعد استهداف السدود ومحولات الكهرباء:
إشادة مستحقة وشكر وثناء على كفاءة الاداء لمهندسي الكهرباء والذين استطاعوا إعادة اصلاح العطل والعمل الجاد على سريان تيار الكهرباء بعد الاعتداء على كل من سد مروي وسدود كل من القربة وستيت واخيرا بمدينة دنقلا ، مما يدل على المهنية العالية وجودة مخرجات مؤسسات التعليم العالي في السودان ، وكذلك يطمئن على المستقبل وأهمية الرهان على نجاح ثورة بدء الإعمار والبناء على يد شباب السودان بعد انتهاء هذه الحرب اللعينة، رغم سبق وأن تناولت أهمية موضوع الانذار المبكر في أكثر من مقال من باب النصح ، إلا أن السيل قد بلغ الذبي والتوجه أصبح أمر ضروري ويستدعي القيام بخطوات أكثر جرأة ،
ومن نافلة القول أن مؤشرات الإنذار المبكر تقوم بدور كبير في مساعدة المنظمات الحكومية والخاصة على إدارة الأزمات المحيطة بها ، ومن هنا أصبح لزامًا على الإدارات العليا في تلك المنظمات أن تقوم هي بنفسها بمتابعة ومراقبة تلك المؤشرات واتخاذ القرارات المناسبة حيالها ، لكن كثرة هذه المؤشرات وانشغال الإدارات بمهام التطوير والتنظيم يجعلانها مضطرة إلى أن تكلِّف غيرها بالمتابعة نيابة عنها، وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب في وقوع الأزمات نظرًا لسوء التقدير أو المتابعة ممن تم تكليفه بمتابعة تلك المؤشرات، وحيث إن من مهام الإدارات العليا الأساسية حماية المواطنين من هذه الأزمات ، فإن الأمر يتطلب إيجاد حلول عملية تجعل تلك الإدارات قادرة على متابعة ومراقبة مؤشرات الإنذار المبكر وفي الوقت نفسه قادرة على أداء مهامها الأخرى التطويرية . وتشكل أنظمة الإنذار المبكر خدمة وحماية للمجتمع الإنساني، إذا توافرت الإرادة الصادقة للقادة والمسؤولين عن إدارة شؤون المجتمعات والدول. ويجمع العلماء والباحثون والخبراء على أننا نعيش الآن عصر الأزمات والكوارث، حيث شهدت العقود الأخيرة وقوع العديد منها كافة المستويات العالمية والقومية والمحلية والمستويات الإقليمية والقطاعية وكذلك على مستوى الوحدات الاقتصادية وذلك على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل فى دراسات التنبؤ بهذه الأزمات والكوارث وطرق مجابهة آثارها السلبية والاجتماعية والبيئية وبالتالي على النمو الاقتصادي وعلى القدرات التنافسية، الأمر الذي يؤثر على رفاهية الشعوب بشكل عام , ولقد سبق أن أشرت في مقال سابق أن أحد أوجه اختلاف هذه الحرب اللعينة عن الحروب السابقه يتمثل في استخدام التكنولوجيا وتحديدا الطائرات المسيرة وهذا مما يسهل من مهمة الوقاية من ضرباتها وبالتالي من المفترض أن يتم العكوف والاجتهاد لمعرفة مصادر انطلاقها بدأ ، ومعرفة مصادر انطلاقها أن كانت من داخل الإطار الجغرافي للولايات الآمنة وهذا يسهل مهمة تتبعها أو من خارجها ، وقد تكون من خارج النطاق الجغرافي للدولة وهذا يتطلب معالجات مختلفة كليا ، ولذلك التبؤء بالكوارث يبدأ بمعرفة مصدر الخطر من خلال التداول مع الخبراء والمختصين والمهتمين والمتخصصين من ثم يتم وضع السيناريوهات للقضاء على الخطر ، وأن استحال ذلك يجب العمل على تلافي آثاره حال وقوعه على أضعف الايمان …