سين وجيم حول العقوبات الأمريكية على قائد الجيش – مطلوبات المرحلة والإجراءات المضادة ✍️ عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو
*كيف تنظرون للعقوبات الامريكية علي رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان؟*
نحن ننظر إلى هذه العقوبات من منظار اخر وهو أنك “مهما تفعل” فلن تُرضى عنك دول الغرب ولن تكون هناك تغييرات في الموقف الغربي، بالرغم من أننا في خضم معركة ضمن حرب بالغة التعقيد، فيها تتضارب المصالح وتتقاطع الأهداف وتتشابك الأطماع، وهي معركة جيش دولة ذات سيادة يقاتل “بشَرْعِيَّة ومَشْروعيَّة” ضد مليشيا مسلحة رهينة الخارج ومدعومة لتقاتل بالوكالة وتساندها قوى سياسية خائنة للوطن، تضم أعداء أيدولوجيون وجهويون ومناطقيون وإنتهازيون، وعملاء وخونة متعاونون، بالإضافة إلى أصابع مخابرات أجنبية تتحكم في تحريك العملاء والطابور الخامس والمندسين، وجميعهم باعوا أنفسهم لأمريكا والترويكا والإتحاد الأوربي والإمارات ودول اخرى تضع مصالحها كهدف تسعى لتحقيقه من خلال السيطرة واقتسام الكعكة السودانية، ولذلك فالمعركة ليست معركة القوات المسلحة وحدها بل هي معركة كل سوداني وطني غيور على بلده، فهذه العقوبات من ناحية سياسية هي بمثابة تمهيد لفتح الطريق وتعبيده لظهور تنسيقية تقدم “قحت” وعودتها مرة اخرى إلى الواجهة السياسية للبلد، وقد ظهرت قحت وهي تشارك في مظاهرات الجنوبيين امام السفارة السودانية في جوبا ضمن حملة منظمة لتأليب شعب الجنوب على شعب الشمال بذات الشعارات القديمة التي يكررها خالد سلك وابراهيم الميرغني في مخاطباتهم ضد الجيش لتاجيج الفتنة بحسب منفستو ثورتهم الملونة والتي يسعون لبعثها من جديد، ومن ناحية أخرى فسيناريو العقوبات يكشف أيضاً أن المطبخ العالمى قد تخلى تماماً عن المليشيا بعد فرض العقوبات على قائدها، وهاهو ذات المطبخ يقوم بفرض عقوبات على قائد الجيش، وهذه العقوبات تثبت أن ما يحدث ويحاك ضد بلادنا هو مخطط ضخم قديم ومتجدد، وبات من الواضح أن هناك ايادي مخابرات اقليمية وعالمية تعمل على تعبئة دول الجوار الأفريقي وبعض الدول الإقليمية والدولية وبعض المنظمات الغربية ضد السودان والإضرار بالسودانيين وعرقلة مسار معركة الكرامة.
*ما هو الهدف من العقوبات – وعلي ماذا استندت في التهم التي وجهت نحوه؟*
مع رفضنا وإستنكارنا لهذه العقوبات فالشعب السوداني بوعيه المتقدم يعلم أنها لا تستند إلى أدلة وبراهين حقيقية وتفتقر إلى أبسط معايير العدالة والإنصاف، وتعتمد على حجج ومزاعم باطلة وإملاءات من مناوئين لا تمت للواقع بصلة، وهي محاولة من ادارة بايدن للإلتفاف على إرادة الشعب السوداني، الذي أعلن تلاحمه ووقف صفاً واحداً مع القوات المسلحة وقائدها العام، وهذه العقوبات هي للنيل من رمز السيادة وقائد معركة الكرامة ضد المليشيات الإرهابية، بحسبان أن العقوبات تمثل دعماً وتشجيعاً للمليشيا المتمردة لإطالة أمد الحرب والإستمرار في إنتهاكاتها ضد المواطنين العزل وخزلاناً للضحايا وحرمانهم من التعويض ومحاسبة الجنجويد المجرمين.
*كيف يمكن ان تؤثر العقوبات الامريكية علي الحسم العسكري للحرب؟*
أولاً الولايات المتحدة ليست “طرف محايد” وإدارتها غير عادلة بمساواتها بين الجيش الشرعي للبلاد وقوات الدعم السريع الإرهابية التي تستعين بالمرتزقة، والعقوبات الأميركية على السودان ليست أمراً جديداً، ولن تكون ذات تأثير كبير، إلا إذا استطاعت الحكومة الأميركية تمريرها عبر مجلس الأمن الدولي، ويبدو أن القصد منها تشكيل ضغط على قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة بإعتبار أن هذا الضغط قد ينتج عنه توقعات أفضل تنتظرها الإدارة الأمريكية الراحلة من خلال تعامل الإدارة الجديدة مع هذا الملف وهي التي ستسلم قيادة امريكا بعد ايام قلائل، وستجد العقوبات أمامها، وفي اعتقادي أن هذه العقوبات في مجملها فردية، تقع على أفراد وشركات، ولا تقع، حتى الآن على الأقل، على المؤسسة العسكرية أو الدولة، ولهذا سيكون تأثيرها ضعيفاً، وهناك سبب اخر لفرضها وهو أن أمريكا فشلت ولم تستطيع الضغط على قوات الدعم السريع الإرهابية لتنفيذ الالتزامات والخروج من المستشفيات ومنازل المواطنين وإيقاف القتل والإنتهاكات الإنسانية وعمليات السلب والنهب وقطع الطرق، ولم تستجب المليشيا للطلبات الأمريكية وتحذيرها من دخول مدني وعدم قصف الفاشر ودخول القرى الآمنة الخالية من الوجود العسكري بسبب فقدان هذه القوات لعاملي القيادة والسيطرة وباتت مجرد عصابات لا يمكن توحيد قيادتها والتحكم فيها، وتحت ضغط الرأي العالمي المضاد للمليشيا الذي بدأ يتبلور أضطرت ادارة بايدن إلى إدانة المليشيا أولاً، ثم إطار المصالح والموازنات الدولية والأقليمية والخطة القديمة ضد السودان لجأت أمريكا للضغط بإتجاه قائد الجيش أملاً في أن ينهي الاستشارات ويدفع باتجاه «التفاهم» لتشكيل حكومة إنتقالية جديدة، وهذا ما ترغب فيه أمريكا فعينها ما زالت على «قحت» وقد صرح البيت الأبيض كثيراً في السابق وأيضاً عبر المبعوث توم بريللو عن تكوين حكومة تضم الشركاء والفرقاء والغرماء، بالرغم من أن التوقيت غير ملائم وإذا حدث ذلك فقد يؤدي إلى وقوع الأزمة السياسية امام متاهة الحوار لتشكيل الحكومة، بين شركاء وطنيون، وفرقاء مؤدلجون، وغرماء مكروهون.
تأسيساً على ما تقدم فاننا نهيب بكافة شرائح الشعب السوداني الخروج وإعلان الرفض الحازم و الجاد للعقبات الأمريكية على قائد الجيش وبطل معركة الكرامة والتصدي للمخطط الأمريكي وإرسال رسالة واضحة لدول العالم أجمع وهيئآته ومنظماته لإدانة هذه العقوبات بحق الشعب السوداني والعمل على إيقافها، فالشعوب الحرة لاترضى بالهوان والذلة وفرض امر واقع غير حقيقي وغير مشروع وغير اخلاقي وغير انساني، الشعب السوداني لا يرضى بالذل والهوان حتى لو بالقوة المفرطة وتحت التهديد الأمريكي، لذلك يجب اعطاء اشارة واضحة للشعوب الحرة بدول العالم للوقوف معنا ضد التطاول على السودان وشجب التدخل في سيادة الدولة، ونحن نثق أن الشعب السوداني وهو يخوض معركة الكرامة بالتلاحم الشعبي مع القوات المسلحة سيهب في القرى والمدن وسيخرج للتعبير عن رأيه والقيام بواجبه الشرعي والقانوني والوطني والديني والقومي والأنساني.
عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو