إعادة تشكيل آلية حماية المدنيين في ظل التحديات الراهنة – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
يشهد السودان حالياً تحولات سياسية وأمنية متسارعة، تتطلب من كافة الأطراف المعنية بذل جهود مضاعفة لحماية المدنيين. في هذا السياق، يأتي قرار إعادة تشكيل الآلية الوطنية لحماية المدنيين وإعادة صياغة الخطة الوطنية ذات الصلة، كخطوة إيجابية نحو تعزيز الحماية القانونية والإنسانية للمدنيين.
إن تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد مالك عقار، والتي استنكر فيها العقوبات الأمريكية المفروضة على رئيس المجلس، تعكس مدى حساسية القضية السودانية على الصعيد الدولي. كما تؤكد على التماسك الشعبي حول القيادة، وتوجيه اللوم إلى قوى المعارضة التي يتهمها بتصفية الحسابات السياسية على حساب مصلحة الوطن.
تكتسب إعادة تشكيل الآلية الوطنية لحماية المدنيين أهمية قصوى في ظل الظروف الراهنة، وذلك لأسباب عدة منها تطورات الأوضاع الميدانية، فتتطلب الأحداث المتسارعة على الأرض مراجعة مستمرة للآليات القائمة، وتحديث الخطط والاستراتيجيات بما يتناسب مع التحديات الجديدة، والالتزامات الدولية، ان التعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة وتقديم التقارير المطلوبة، يمثل تأكيداً على التزام السودان بواجباته الدولية في مجال حماية المدنيين، وتساهم هذه الخطوة في بناء الثقة بين الحكومة والشعب، وبين السودان والمجتمع الدولي.
رغم الأهمية البالغة لإعادة تشكيل الآلية، إلا أنها تواجه العديد من التحديات والمخاطر، منها، الوضع الأمني وقد يعيق تنفيذ الخطط والبرامج المدرجة ضمن الآلية، وقد تؤثر الخلافات السياسية الحادة على قدرة الأطراف المعنية على التعاون في هذا المجال، وقد تتعرض الآلية لضغوط من قبل القوى الدولية، مما قد يؤثر على استقلاليتها وفعاليتها.
لتحقيق أهداف الآلية الوطنية لحماية المدنيين، يُقترح مشاركة المجتمع المدني، فيجب ضمان مشاركة واسعة للمجتمع المدني في عملية صياغة الخطط وتنفيذها، بجانب تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحماية المدنيين، مع نشر المعلومات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، وتعزيز الشفافية في التحقيقات، وتخصيص الموارد المالية والبشرية اللازمة لتنفيذ الخطط والبرامج.
إن إعادة تشكيل الآلية الوطنية لحماية المدنيين تمثل خطوة مهمة في مسار تحقيق السلام والاستقرار في السودان. ومع ذلك، يتطلب نجاح هذه الآلية تضافر جهود كافة الأطراف المعنية، وتجاوز التحديات التي تواجهها البلاد.