التخبط الامريكي في الملف السوداني جدلا لا ينتهي – أخر العلاج – ✍️ خالد فضل السيد
جدلا واسع واستنكارات متعددة من مختلف قطاعات الشعب السوداني الذي خرج في مسيرات كبري عمت ربوع السودان في اعقاب القرار الذي اصدرته وزارة الخزانة الامريكيه ضد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والذي تتمثل حيثياته في إضافة اسمه إلى قائمة العقوبات المالية .
هذا القرار رغم انه موجه لشخص البرهان تحديداً وبموجبه سيتم تجميد الأصول او الممتلكات التي يمتلكها في الولايات المتحدة أو الحسابات المالية داخل الولايات وتجميدها لكنه ليس له تاثيرات بحساب ان البرهان ليس لديه اصول او ممتلكات او اموال هنالك في الولايات المتحدة وصانعي القرار هنالك يعلمون ذلك جيدا الا ان صدور القرار خلق نوعا من البلبلة والاستهجان والاستنكار وسط قطاعات الشعب السوداني المختلفة
لكن بالحسابات الاخري يهدف القرار إلى توجيه رسالة سياسية أكثر منه إجراء عملي .
ندين ونشجب هذا القرار لانه اتي في توقيت القوات المسلحة تتقدم فيه في كل المحاور العسكرية وهي علي وشك هزيمة مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها الذين اصبحوا يهربون الان من ميادين القتال بعد مباغتهم من كل الاطراف ومثل هذا القرار وفي هذا التوقيت ليس له اي مبرارات سوي انه يؤكد وقوف امريكا ودعمها للامارات والمليشيا في هذه الحرب وهو لايحتاج الي تفسيرات .
هذه القرارات المتضاربة من الولايات المتحدة تعني ان هنالك تخبطا واضحا في السياسة الخارجية تجاه السودان منذ ازمان بعيدة فالولايات المتحدة لديها بعض المسؤولين والقيادات الرفيعة لها تاثيرات علي صانعي القرار الا لم يكن هم انفسهم الموالين للكيان الصهيوني المعادي للبلاد والذي يعتبر عنصرا اساسيا في هذه الحرب ويعمل من خلف الكواليس في تاجيج نيران هذه الحرب عبر وكيلته دولة الامارات التي تحارب بالوكالة نيابة عن الكيان الصهيوني .
علي الحكومة السودانية ان تستفيد من اخطاء الماضي وان لا تعتمد كليا علي الولايات المتحدة الامريكية في تحسين الاقتصاد سواء في التعامل التجاري او العسكري فهي دوما تستخدم معنا سياسة العصا والجذرة وهذه سياسية لاتخدم ففيها نوع من الهيمنة وفرض الراي وعدم عصيان الاوامر فامريكا تدخل معنا دوما في جدل سياسي و صرعات لا تنتهي وتؤثر في الاقتصاد . علي الحكومة السودانية ان ارادت الوصول الي بر الامان الاتجاه الي دول اخري لخلق نوع من التوزان كروسيا والصين وايران والابتعاد عن محور الشر امريكا واوربا واعوانها هو الخلاص من هذه الازمة وهو يعتبر الاتجاه الصحيح والبداية الحقيقية للتقدم الي الامام وان تاتي متاخرا خير من ان لا تاتي .