شهد العالم امس انتصارا كبيرا لأهل غزة رغم دفعهم ثمنا غاليا لذلك الانتصار قتل وسحل وإبادة جماعية وهدم البيوت لدرجة أن معالم غزة اختفت مارست اسرئيل كل انواع التعذيب ولم تترك حتى المستشفيات .. صف إلى ذلك انها رفضت كل الوساطات لإيقاف الحرب ولكن في النهاية وتحت ضغوط داخلية اولا ثم وخارجية ثانيا قبلت اسرائيل الوساطة العالمية والتي قلبت الموازين في الداخل الاسرائيلي وأدت لردود فعل غاضبة وصلت لحد استقالات وزراء ومسؤولين لانهم كانو يظنون أن بإمكانهم مسح غزة من الخريطة با مكانياتهم وقدراتهم العاليه.
لعلنا نصف الاتفاق بالانتصار للغزاويين لانه اشتمل على وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى وانسحاب للقوات الإسرائيلية من غزة. وقد عزز هذا النصر وجود كل الفلسطينين بغزة في الشوارع بما فيهم المجاهدين أو الكتائب المسلحة وهي بالطبع لم تفرح لوقف إطلاق النار خوفا من الحرب بل لأنها أوصلت اسرائيل لفكرة أنها يمكن أن تقبل باتفاق مثل هذا وبأن تعمر كل ما دمرته كمان ولعل (زعل ) البعض من الاتفاق مبرر لأنهم يعلمون جيدا أن الاتفاق يعتبر انتصار اضافي لأهل غزة أو أنهم متأكدين أن كل ما تم من هجوم عليها وكل القوة المفرطة التي استخدمتها لم تشفي قليلهم ولن ترجع لهم هيبتهم التى نالت منها هجمات غزة عليهم
المهم الان يبدو أن قبول اسرائيل بالاتفاق بسبب ما جاء في المراحل المقبله اولا بما فيها ترحيل بعض أهل غزة .. أما هذه المرحله فقد قبلو بها لأنهم يعلمون أنهم سيعودون للحرب في أي لحظة لأن حماس لن تصبر كثير ويمكن أن تعود لاستهدافهم وحينها سيكون ردهم موجها .
سادتي ما يهمنا الآن أن اسرائيل علمت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا ضمان لاستمرار اي جبروت ولا طواغيت ولاصلف يمكن أن يدوم .. وان وضع خطة متسلطه لتنفيذها بحذافيرها غير ممكن وان البقاء بأمان بعد استخدام القوة المفرطة ضد كل الدول من حولها أمر ليس بالسهل لا حاليا ولا في المستقبل. وأكثر ما يهم أنها لن تستطيع تحقيق كل غاياتها بالسهوله مثل تفكك الدول وتضرب بعضها ببعض وتسيطر على الممرات والبحار وتفرض التطبيع معها ( رجاله اوحسنة) وان العصا سترفع لكل من عصا وبالتالي سيعلم من يتبعون خطاها انها ليست الأكبر فالله اكبر منها ومهما مكرت فالله خير الماكرين .