مقالات الرأي
أخر الأخبار

اتكاءة في ربوع شندي – اخر العلاج – ✍️ خالد فضل السيد

شندي هذه المدينة العريقة التي تقع علي ضفاف النيل وتحتضن شلال السبلوقة في منطقة حجر العسل والاهرامات في البجراوية بكبوشية اكسبها ميزات وجمال ابداعي طبيعي امتازت به دون غيرها .

كيف لا وهي ارض المك نمر التي اشتهر اهلها بالفراسة والكرم الطائي الاصيل وقد كتب فيها الشعراء وتغني فيها كبار المطربين والفنانين لروعتها مما ميزها واكتسبها لونية خاصة بولاية نهر النيل التي تقع في نطاقها .

اليوم وفي خلال هده الحرب اللعينة التي تضررت منها البلاد والعباد كانت شندي ملاذا امنا لمعظم سكان المناطق التي تضررت من انتهاكات المليشيا الجسيمة بالخرطوم والولايات الاخري . ولكن رغم قسوة الحرب وفظاعتها التي مجرد ذكري اسمها تقشعر لها الابدان لهول الصدمات التي تعرض لها القادمون من المناطق المتاثرة بالمعارك العسكرية وقلنا قادمون ولم نقل نازحون لانهم جاوء الي ديارهم ومكثوا وسط اهاليهم في بيتهم الثاني شندي والذين انطبقت فيهم الابيات التي تقول ( ياضيفنا لو اتيت الي ديارنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت صاحب المنزل ) . فمن ان محاسنها الايجابية جعلت شندي بوتقة لاهل الفكر والابداع فكانوا كالقنبلة الموقوتة التي انفجرت وعمت شظاها الابداعية كل المدينة مما انعكس ايجابيا عليها في مختلف المناحي فقد احتضنت المدينة مختلف انواع الطيف الابداعي من شعراء وادباء ودراميين وكتاب وفنانون واعلامييون ورجال اعمال ومهندسون واطباء ومستثمرون مما ساهم في نهضتها وساهم في تطورها حيث شهدت شندي تطورا معماريا وقامت فيها احدث المستشفيات والمصانع المختلفة التي انتقلت من المناطق الملتهبة واستقرت بشتدي فساهمت في تحريك عجلة الاقتصاد .

وفي مجال التعليم كانت لجامعاتها العريقة دور بارز في تطور التعليم حيث تحتوي جامعاتها علي مختلف الكليات فخرج من رحمها افذاذ كانت لهم بصمات في تحريك دولاب الدولة ومؤخرا تم عقد امتحانات الشهادة السودانية بها والتي امتحن بها معظم الطلاب الوافدين من ولاية الخرطوم والولايات الاخري الذين قامت مدينة شتدي علي مستوي قياداتها ومجتمعها الشعبي بالوقوف معهم ودعمهم بتوفير الماكل والمشرب و الداخليات لهم حتي انتهت فترة الامتحانات ورجعوا الي ديارهم معززين مكرمين .

الاعلاميون الوافدون بشندي كانوا هم فاكهة المدينة ومنارتها المضئية فكانوا كالشمعة المضئية حيث عكست اقلامهم رغم الالم والحسرة بفراق الديار هذه الشلالات الابداعية فكانوا شمعة تحترق لتنير للاخرين الطريق مساهمين في تفعيل العمل الاعلامي وتطويره عبر المناشط التي اقاموها وكانت لها تاثيرات كبيرة في تحريك قطاعات المجتمع المختلفة .

الان وقد بدات الحرب تضع اوزراها بدات شندي تودع افواج ضيوفها من ولاية الخرطوم والولايات الاخري الذين كانوا دررا مضئية في الديار وها هي تفتقدهم اليوم بعد ان عاشوا فيها اياما وشهورا كانوا في ضيافة اهلها الذين اغدقوهم بالكرم الطائي فكان له الاثر الجميل في نفوس العائدين وتركت في دواخلهم انطباعا جميلا لا يتنسي .

ستبقي شندي دوما في النفوس والحنايا فقد سكنت في القلوب والدواخل اذ اصبح للجميع ذكريات خالدة فيها لا يمحوها الزمان من الذاكرة .

التحية لكل الاهالي بشندي قيادة ومجتمعا شعبيا الذين لانستطيع ان نحصرهم ستخوننا الذاكره وسننسي بعضهم لذلك الشكر يشملهم عامة لماقدموه لهؤلاء الضيوف من ولاية الخرطوم والولايات الاخري الذين يتاهبون الان للرحلة العكسية للعودة للديار بعد ان اوشكت الحرب ان تضع اوزارها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام