دولة الجنوب ! الدول تقفز من مركب التمرد الغارقة وهي تركب ! ✍️ عبدالرحمن سورتود
حرب السودان ، وهي تصل إلى هذه المرحلة .. وبعد أن تم دحر التمرد في جميع ولايات الوسط .. وبعد تحرير مدينة ودمني وجميع مدن الجزيرة الكبرى .. وبعد أن أصبح الجيش السوداني يحقق الانتصارات في جميع محاور القتال . وبعد ان وضحت في هذه الحرب من الفائز المنتصر ومن المنهزم المغادر ..
في هذه المرحلة من الحرب ، فالذين كانوا يؤيدون ويدعمون طرف التمرد في بدايات الحرب – والتمرد حينها في قوته – اصبحوا الآن يتنصلون عنه ويقفزون من قاربه .. ويتبرؤون منه .. حتى الدول التي كانت تتخذ مواقف الحياد في بدايات الحرب .. الآن بعد وضوح مآلات الحرب خرجت من منطقة الحياد لتعلن التأييد لموقف السودان وجيش السودان ويبررون مواقفهم تلك في الحياد بأنهم ما وقفوها ” إلا إحسانا وتوفيقاً ” .. نعم هكذا .. وحتماً سترد في أذهانكم أمثلة كثيرة من هذه المواقف في مستوى الدول بل وفي مستوى الأفراد !
إلا دولة جنوب السودان هي التي ” نشذت “.. ويحها !!!
فبعد أن كان موقفها الحياد والتريث والسكوت في بداية الحرب والتمرد في قوته وانتصاراته لتأتي الآن وتخرج من ذاك الحياد والتريث ؟!
وليتها خرجت لتؤيد الطرف المنتصر .. ولكنها أيدت التمرد وهي تنهزم وتنتهي .. بل وتقاتل في مقدمة فلول قواته المنكسرة والهاربة لتبوء بحمل وجه القباحة بأقبح ما لهذه العبارة من تفسير !!!
فهذا الموقف قبل أن يكون عبيطاً غاية العباطة فهو موقف خالي من الوفاء لما كان للسودان والسودانيين تجاههم من فضل .. وموقف – وهو المهم – حتماً سيكون قاطعاَ لكل ما كان مأمولا من الود في مستقبل السودان الجديد .. نعم [ السودان الجديد ! ] .. ؤمال !