مصفاة الجيلي من أكثر المؤسسات الوطنية التي تضررت من مليشيا الدعم السريع، حيث ألحقت بها خسائر كبيرة.
وهي ليست مجرد منشأة بترولية، بل تُعد عنصرًا أساسيًا لدعم الاقتصاد، والنقل، والزراعة، والتنمية، والتعليم، والصحة في البلاد. هذا الدور الحيوي جعل قواتنا المسلحة تدير المعركة بسياسة حكيمة وراشدة.
ذكرت لجنة مقاومة منطقة قري أن المليشيا تحتجز المواطنين والعاملين وأسر العاملين أثناء مغادرتها المنشآت النفطية نتيجة الاشتباكات، متخذة منهم دروعًا بشرية في محيط المصفاة والتصنيع الحربي.
هذا المسلك الذي تستخدمه المليشيا يُظهر حفاظها على عناصرها، الذين معظمهم من خارج السودان (أجانب).
وقد ارتكبت المليشيا جرائم حرب ضد المواطنين المتواجدين في محيط مصفاة الجيلي والتصنيع الحربي. فالقرى السكنية في محيط المصفاة والتصنيع الحربي تشمل: قَري، وتمتد قراها حتى الشلال السادس، والدُهم، والأبيَض، وود الإمام، والنعيماب، والطعماب، وصولًا إلى الجيلي، وود رملي، والخوجلاب، والكباشي، وحتى مدينة بحري.
ومن القرى القريبة من التصنيع الحربي، قُرى حجر العسل، التي نزحت بالكامل بسبب بطش مليشيا الدعم السريع. هذه القرى الواقعة على ضفاف نهر النيل تشمل: المسيكتاب (الشلال السادس)، والسقاي، وكُجينة، والدنكوج، واللديات، وقُرى الخلوات، وقُرى وسط حجر العسل.
جميع هذه القرى نزحت بسبب جرائم الدعم السريع، بما في ذلك القصف العشوائي، والقتل، والضرب، والنهب المتكرر للمواطنين. هذا بالإضافة إلى المناطق الواقعة جنوب المصفاة، التي تمتد حتى البطانة، ومناطق العطيفة، والبان جديد، وغيرها من المناطق المتضررة من الحرب التي شنتها المليشيا على المواطن والوطن.
أهمية مصفاة الجيلي
تُعد مصفاة الجيلي شريانًا لهذه المناطق، بل لكل السودان، لما لها من دور حيوي واقتصادي. القوات المسلحة تعي تمامًا هذا الدور، وأي مساس بالمصفاة يؤثر بشكل مباشر على البيئة والاقتصاد السوداني.
مصفاة الجيلي تُعتبر ملتقى السوق الحر ومعبر طريق التحدي الذي يربط ثلاث ولايات: الخرطوم، ونهر النيل، والبحر الأحمر.
باستعادة المصفاة، يعني أن نار الحرب قد خمدت. القوات المسلحة تعمل باستراتيجية ومهنية عالية، نظرًا لأهمية طريق التحدي، وهو فعلاً تحدٍّ أمام قواتنا الباسلة، لكن النصر قريب بإذن الله، والتقدم مستمر كل ليلة وضحاها.
دور المصفاة في الاقتصاد
تُعد مصفاة الجيلي من أهم المنشآت النفطية في السودان، حيث تلبي احتياجات البلاد من الوقود والمنتجات البترولية. لذا، تتعامل القوات المسلحة معها بكل حكمة وحذر، كما تعاملت مع الإذاعة من قبل وبقية مؤسسات الدولة.
هذا بالإضافة إلى دور المصفاة في حركة البضائع والسيارات، وتوفير المعدات الزراعية، والديزل، وفرص العمالة، وتسهيل نقل الوقود، وتوفير الغاز المنزلي للمواطنين.
كل هذا دمرته المليشيا، مما انعكس سلبًا على معيشة المواطن وتدهور اقتصاد الوطن.
القوات المسلحة السودانية تراعي هذه الخسائر الكبيرة التي تؤثر على الاقتصاد، والبيئة، والمجتمع، والخدمات العامة مثل العلاج، والكهرباء، والماء، والمواصلات.
وفوق ذلك كله، أرواح العاملين داخل المصفاة والمدنيين الذين تستخدمهم المليشيا دروعًا بشرية.
ختام
القوات المسلحة السودانية تستخدم التدابير اللازمة والصارمة للحد من الأضرار، وضمان سلامة المواطن والوطن.
قافية:
كل ما يموت شهيد مهما الوريد يَصفا
قواتنا البواسل… لازم تضُم المَصفا
شاحد الله الكريم عالم الضمير وأخفا
ينصر لي جنودنا… والجهود تِصطفا
في الختام، التحية لقوات الشعب المسلحة وهي تتقدم نحو النصر بكل ثبات وحكمة، مرابطة في كل جزء من أجزاء وطننا الحبيب السودان.
أخص بالشكر والتحية أبطال وجنود الفرقة الثالثة مشاة شندي.
نسأل الله أن ينصرنا، ويسدد خطانا، ويداوي جرحانا، ويفك أسرانا، ويقهر عدونا.
اللهم آمين.
مصفاة الجيلي قريبًا في حضن الوطن إن شاء الله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.