ديوان الزكاة بشمال كردفان بعد مساهمته في تحقيق الأمن المائي بالأبيض … هل يستمر في تنفيذ المشاريع الأكثر نفعا للناس أم يحيد عن الطريق ويصبح أسيرا للجان المشتروات ؟؟؟ ✍️ الزين كندوة
بعد إندلاع حرب ( ١٥ ابريل للعام٢٠٢٣ ) تعرضت مصادر المياه الجنوبية لمدينة الأبيض لتخريب من مليشيا قوات الدعم السريع، وبالتالي خرجت عن الخدمة تماما ، وايضا المصادر الشمالية بسبب إنقطاع التيار الكهربائي عن آبار السدر .
_ ولكن بالرغم من إنعدام الإمداد المائي عن المدينة العروس نجد ( سعر برميل الماء ) هو الأقل سعر ، بل لأول مرة في التاريخ إن مدينة الأبيض لم تشتكي من النقص الحاد في المياه ، والسبب طبعا بسيط شديد لأن ديوان الزكاة بالولاية وعبر مكتب شيكان وظف معظم موارده وعلي قلتها لإسناد مشروع مبادرة السيقا الذي طرحه السيد المدير التنفيذي لمحلية شيكان الاستاذ عبدالناصر عبدالله محمد سعيد برعاية كاملة من والي ولاية شمال كردفان الاستاذ عبدالخالق عبداللطيف وداعة الله، فكان النجاح الباهر، واصبح الكل يعلم بأن ديوان الزكاة بالولاية ولأول مرة يتدخل في مشروع ويكون له أثر واضح ويمكن قياسه ، وفي تقديري لولا التدخل لحل أزمة العطش عبر تمويل مشروع السيقا لكان معظم سكان الأبيض هاجروا من البلد لعدم توفر مياه الشرب .
لذلك نتوقع من ديوان الزكاة بالولاية للعام المالي (٢٠٢٥ ) أن يستمر بشجاعة في تمويل المشاريع التنموية الجماعية ذات الأثر الإيجابي والسريع ، والتي يمكن قياس اثرها بمنهج واضح بتحقق أكبر نفع للناس ، وما أظن أن يعود ديوان الزكاة لتمويل المشاريع الفردية التي دائما تخضع للجان المشتروات ومناقصات وغيرها ، إلا للضرورة القصوي ،وربما في إطار محدود جدا قد لا يخرج عن سياق المنفعة الكلية ،وطبعا من المعلوم بالضرورة بأن الأفضل للمجتمع الكردفاني عموما أن يظل ديوان الزكاة في تمويل المشاريع الجماعية حتي يساهم فعليا في محاربة الفقر المدقع والجوع ، وهذا أفضل له من أن يكون أسيرا للجان المشتروات لتنفيذ المشاريع الفردية التي في الغالب لم يكون لها اثر كبير وتصعب متابعاتها ، وربما تصنف في دائرة إهدار المال العام او عدم إدارته بكفاءة ، هذا إذا لم تستفيد منه الأسرة الفقيرة …