ردا للجميل مؤسسة عتاب الثقافية تحتفل بدولة أرتريا – اخر العلاج – ✍️ خالد فضل السيد
*اخر العلاج*
*خالد فضل السيد*
*ردا للجميل مؤسسة عتاب الثقافية تحتفئ بدولة أرتريا*
الحرب الشرسة التي تخوضها القوات المسلحة السودانية ضد مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها اوشكت الان علي نهايتها بالانتصارات التي ظلت تحققها القوات المسلحة علي هذه المليشيا المتمردة في كل المحاور والجبهات حيث اصبح نهاية هذه المليشيا ومرتزقتها بالبلاد مسالة وقت فقط .
هذه الحرب رغم قساوتها الا انها افرزت لنا العديد من الايجابيات علي الصعيد السياسي والعسكري والاجتماعي .
ففي المجال العسكري اكتسبت القوات المسلحة سمعة لازال العالم يتناولها عبر وسائل الاعلام من قوة وقدرة القوات المسلحة السودانية في التصدي لاي عدوان خارجي ضد البلد فكانت ايضا وقفة الشعب والاعلام السوداني نموذج يقتدي به في التكاتف والتعاضد من اجل الوطن في ظاهرة مازال العالم منبهرا ومندهشا فيها حتي هذه اللحظات .
اما علي الصعيد السياسي الداخلي تساقطت بعض الاحزاب التي كانت تمتص دماء الشعب والوطن من ازمان بعيدة وزالت عنها الاقنعة الزائفة وسقطت في نظر الشعب بعد مواقفها السلبية تجاه المواقف الوطنية ومشاركتها سياسيا وعسكريا مع المليشيا المتمردة ضد القوات المسلحة التي تحمي الوطن في خيانة واضحة لاتغتفر .
لكن من الايجابيات الاخري علي الصعيد الاجتماعي والدبلوماسي خارجيا اوضحت لنا هذه الحرب من يقف معنا وضدنا في اوقات الشدة والكروب بالذات دول الجوار التي تناسي بعضها وقفتنا بجانبها في اوقات الازمات والمحن فتجاهلت ذلك عمدا من اجل المال فاحتضن بعضها السياسيين الموالين للتمرد فاوتهم وقامت بحمايتهم ووفرت لهم الماوي وبعضها جعلت من اراضيها دربا تنطلق منه الهجمات علي بلادنا وشعبها ودخول السلاح والعتاد والمرتزقة وفتحت مطاراتها لتكون بوابة لضرب البلاد في خذلان واضح لتلك الدول التي كنا نعتبرها صديقة فلم تلتزم بمبادئي حسن الجوار .
لكن بالرغم من تلك المساؤي الا ان هنالك بعض من دول الجوار وقفت معنا وقفات مشرفة فقامت بايواء النازحين وساندتنا سياسيا واجتماعيا رغم الضغوط الخارجية التي تعرضت لها لكنها لم تنصاع لها وراعت الجيره وحسن الجوار في بادرة تستحق منا الاشادة والتقدير لهذه الاعمال الجليلة تجاه الشعب السوداني .
ومن بين هذه الدول التي كانت لها وقفات مشرفة مع السودان وشعبه دولة ارتريا الشقيقة التي كانت لها اسهامات واضحة في الوقوف بجانب الشعب السوداني من خلال ايواء النازحين .
تقديرا لتلك الوقفة القوية من جانب دولة ارتريا مع السودان وشعبه قامت مؤسسة عتاب الثقافية بعمل احتفالات ضخمة تكريما لها لوقفتها بجانب الشعب السوداني في لحظات الحرب . انطلقت المهرجانات تحت مسمي اريتريا في القلب و كانت تحت شعار ( ردا للجميل شكرا اريتريا ) والتي ستنطلق من مدينة كسلا مرورا بتسني وتيرن واسمرا وذلك في اطار توطيد العلاقات السودانية الاريترية .
من هنا نسوق شكرنا وتقديرنا للدكتورة مشاعر البدوى رئيس مؤسسة عتاب الثقافية التي كانت علي راس تلك الاعمال الثقافية والتي تعتبر بمثابة شكر وتقدير من شعب وحكومة السودان لحكومة وشعب ارتريا عبر هذه اللفتة البارعة .
حيث احتوي البرنامج الذي دشنته المؤسسة بمدينة بورسودان والذي سيختتم باريتريا على فقرات درامية وشعرية وغنائية وتراث شعبي ومعرض تشكيلي لعكس الثقافة والارث والتقاليد السودانية والاريترية بمشاركة الادارات الاهلية وفنانين تشكليين ورعاية عدد من الجهات الحكومية والخاصة .
وقد كان لهذه الاحتفالية والتقدير اثرها الفعال في الجانب الاريتري حيث اعرب الرئيس الاريتري اسياس افورقي مشاركته فيها مؤكدا انه سيخاطب ختام الاحتفالية لمؤسسة عتاب الثقافية باريتريا وتعهد برعاية وحماية اللاجئين السودانيين الى حين انتهاء الحرب .
المبادرة التي قامت بها مؤسسة عتاب الثقافية تجاه دولة اريتريا لوقفتها مع السودانيين في لحظات المحن والشدائد يعتبر عمل وطني من هذه المؤسسة العريقة عتاب الامر الذي يؤكد الدور الهام والحيوي الذي تلعبه الثقافة والفنون في تنمية وتطوير العلاقات الدولية خلاف العمل الدبلوماسي وما مشاركة الرئيس الاريتري اساسي افورقي في هذه الاحتفائية الا دليل علي ذلك .
نامل من وزارة الثقافة والاعلام دعم مثل هذه المؤسسات الثقافية التي بعملها هذا تمثل سفارة متحركة لتحريك المياه الراكدة وتحسين علاقاتنا الدولية التي اصابها الفتور مع بعض الدول . و نتمني ان تكون مثل هذه الاحتفائية مع دولة اريتريا بداية لانطلاق العمل الثقافي مع كل دول العالم في ظل المتغيرات التي تحدث في العالم الان من تحالفات اقليمية ودولية تحكمها المصالح ونعلم جيدا ان وزير الثقافة والاعلام الاستاذ خالد الاعيسر بعد انجازاته الكبيرة التي حققها في الوزاة منذ توليه دفه امرها لاتفوت علي فطنته اهمية دور العمل الثقافي في تطوير العلاقات الدولية والذي سيرتبط مع وزارة الخارجية .